شهدت مدينة الأقصر خلال الأسابيع الأخيرة انتعاشًا ملحوظًا في الحركة السياحية، مدفوعة بزيادة أعداد السياح القادمين من جمهورية الصين الشعبية، وهو ما ساهم في إحياء الموسم الشتوي مبكرًا هذا العام. جاء ذلك وفق تقرير لوكالة الأنباء الصينية Xinhua News، التي أكدت أن الأقصر أصبحت واحدة من الوجهات المفضلة للسياح الصينيين الباحثين عن التجارب الثقافية والتاريخية الفريدة.
السياحة الصينية تعود بقوة إلى مصر
منذ استئناف الرحلات السياحية بين الصين ومصر بعد فترة من التراجع العالمي في حركة السفر، بدأت الأسواق المصرية تشهد ارتفاعًا تدريجيًا في أعداد الزوار الصينيين، خاصة في المقاصد التاريخية مثل الأقصر وأسوان والغردقة.
ويأتي هذا الارتفاع نتيجة التسهيلات التي قدمتها الحكومة المصرية في إجراءات التأشيرات، بالإضافة إلى تحسن الخدمات الفندقية وعودة الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين.
الأقصر وجهة أساسية لعشاق التاريخ
الأقصر، التي تُعد متحفًا مفتوحًا على الهواء الطلق، تحتضن أكثر من ثلث آثار العالم، مثل معبد الكرنك ووادي الملوك ومعبد حتشبسوت، ما يجعلها من أهم المقاصد التي تجذب السياح الصينيين المهتمين بالحضارة المصرية القديمة.
وأكد المرشدون السياحيون أن المجموعات الصينية تأتي بأعداد كبيرة ومنظمة، وغالبًا ما تقيم لعدة أيام تستكشف خلالها المعابد والمواقع الأثرية، ما ينعش حركة الفنادق والمطاعم والأسواق المحلية.
تحوّل في موسمية السياحة
بحسب التقرير، فإن تدفق السياح الصينيين خلال فصل الشتاء يعكس تغيرًا إيجابيًا في نمط الموسم السياحي بمصر، إذ لم تعد السياحة تعتمد فقط على شهور الصيف أو مواسم الأعياد.
هذا التحول يعني أن مصر باتت قادرة على جذب الزوار طوال العام، ما يعزز من استقرار الدخل السياحي ويُخفف الضغط عن المواسم التقليدية.
انعكاسات اقتصادية إيجابية
الزيادة في عدد الزوار الصينيين ساهمت في رفع نسب الإشغال الفندقي بالأقصر إلى معدلات قياسية خلال الشهرين الماضيين، كما أدى إلى زيادة الطلب على الجولات النيلية والأنشطة الثقافية.
ووفق تقديرات خبراء السياحة، فإن السائح الصيني يُعد من أكثر الزوار إنفاقًا على الأنشطة والهدايا التذكارية، مما ينعكس بشكل مباشر على الاقتصاد المحلي وسوق العمل في الأقصر.
تعاون مصري صيني لتعزيز السياحة
تعمل وزارة السياحة والآثار المصرية بالتعاون مع الجهات السياحية الصينية على الترويج لمصر كوجهة مفضلة للسياح الصينيين من خلال المعارض السياحية، والحملات الرقمية المشتركة، وبرامج الطيران العارض (Charter Flights).
كما يجري العمل على تطوير خدمات الترجمة والإرشاد السياحي باللغة الصينية، لضمان تجربة مريحة وشاملة للسائح أثناء زيارته.
