في تصريح يعكس الاحترام الدولي المتزايد لمكانة مصر السياسية، عبّر لي جاي ميونغ، رئيس جمهورية كوريا، عن تقديره الكبير للدور الذي تقوم به مصر في تسوية الأزمات الإقليمية وتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك خلال لقائه بعدد من المسؤولين على هامش منتدى التعاون الآسيوي. وأكد الرئيس الكوري أن مصر أصبحت لاعباً محورياً في الساحة الدولية بفضل سياساتها المتوازنة ومواقفها الدبلوماسية الحكيمة.
(المصدر: بوابة أخبار اليوم)
وجاءت تصريحات الرئيس الكوري لتؤكد الاعتراف الدولي المتنامي بالدور المصري في حل النزاعات الإقليمية، خاصة في ظل التحركات المكثفة التي تقوم بها القاهرة لدعم الاستقرار في محيطها العربي والأفريقي. فقد أصبحت مصر خلال السنوات الأخيرة من أبرز الدول التي تعمل على تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، وتبني مواقف تقوم على الحوار والسلام والتنمية بدلاً من الصراع.
وأشار لي جاي ميونغ إلى أن كوريا الجنوبية تنظر إلى مصر كشريك استراتيجي في المنطقة، ليس فقط من الناحية السياسية، بل أيضاً الاقتصادية والثقافية، مؤكدًا أن العلاقات بين البلدين تشهد تطوراً مستمراً في ظل الرؤية المشتركة للتنمية والتعاون الدولي. وأشاد في الوقت ذاته بالجهود التي تبذلها القاهرة لدعم قضايا التنمية المستدامة ومواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ والأمن الغذائي.
ويرى محللون أن هذه الإشادة من الرئيس الكوري تعكس تنامي الدور المصري على الساحة الدولية، خاصة بعد نجاحها في تحقيق توازن دبلوماسي واضح بين القوى الكبرى، وتبنيها سياسة خارجية قائمة على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. كما أن مصر باتت صوتاً مسموعاً في القضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك النزاعات في السودان وليبيا وغزة، حيث تلعب دور الوسيط الموثوق به لدى مختلف الأطراف.
وتعمل القيادة المصرية، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، على تعزيز علاقات التعاون مع الدول الآسيوية، وفي مقدمتها كوريا الجنوبية، التي تُعد من الدول الرائدة في مجالات التكنولوجيا والطاقة والصناعة. وقد شهدت السنوات الأخيرة توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية بين القاهرة وسول في مجالات البنية التحتية، والصناعات الذكية، والطاقة المتجددة، ما يجعل العلاقة بين البلدين نموذجًا للتعاون المثمر والمتوازن.
وتؤكد هذه الإشادة الكورية مجددًا أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانتها كقوة إقليمية مؤثرة، قادرة على المساهمة في صياغة مستقبل المنطقة، وأن سياساتها المعتدلة جعلتها تحظى بثقة واحترام المجتمع الدولي.
إن إشادة الرئيس الكوري ليست مجرد مجاملة دبلوماسية، بل اعتراف صريح بدور مصر الريادي الذي يوازن بين تحقيق مصالحها الوطنية ودعم الأمن الإقليمي والدولي، وهو ما يعزز صورة مصر كدولة محورية تسعى للسلام والتنمية في عالم تتزايد فيه التحديات السياسية والاقتصادية.
