ازدهار السياحة المصرية مع وصول السفينة السياحية النرويجية “نرويجية فيفا” إلى ميناء الإسكندرية

شهد ميناء الإسكندرية حدثًا سياحيًا بارزًا مع وصول السفينة السياحية الضخمة “Norwegian Viva”، التي تحمل على متنها ما يقارب 14 ألف زائر من مختلف دول العالم، في خطوة تُعد إنجازًا جديدًا يعكس تطور قطاع السياحة البحرية في مصر واستعدادها لتكون مركزًا محوريًا في الرحلات البحرية بشرق البحر المتوسط خلال موسم عام 2025.
ويُعد هذا الوصول محطة مهمة في مسار تطوير السياحة في مصر، حيث أظهر الميناء قدرته الكبيرة على استقبال السفن العملاقة والتعامل مع أعداد ضخمة من الزوار بكفاءة عالية. وقد استقبل المسؤولون والجهات السياحية في محافظة الإسكندرية الوفد السياحي بحفاوة كبيرة، مؤكدين أن الحدث يُبرز المكانة المتنامية لمصر كوجهة رئيسية في سياحة الرحلات البحرية.
مصر تتجه نحو تنويع أنماط السياحة
أوضح مسؤولو السياحة أن استقبال سفن بهذا الحجم يُعبّر عن رؤية استراتيجية تهدف إلى تنويع مصادر الدخل السياحي وتوسيع قاعدة الزوار، بحيث لا تقتصر السياحة في مصر على الأنماط التقليدية مثل السياحة الشاطئية والتراثية، بل تمتد إلى السياحة البحرية الدولية (Cruise Tourism) التي تشهد نموًا متسارعًا عالميًا.
ويرى الخبراء أن هذه الخطوة تمثل تحولًا نوعيًا في نموذج السياحة المصرية، إذ تفتح الباب أمام استقطاب فئة جديدة من الزوار الذين يزورون المدن الساحلية لفترات قصيرة، مما يخلق حركة اقتصادية محلية كبيرة في مجالات النقل، والمطاعم، والتسوق، والرحلات الداخلية.
انعكاسات اقتصادية وسياحية مباشرة
ووفقًا للتقرير، فإن السفينة النرويجية “Viva” تُعد من أحدث السفن الفاخرة التابعة لشركة “Norwegian Cruise Line”، وتضم مرافق ترفيهية وخدمية على أعلى مستوى، ما يجعلها رمزًا للتطور السياحي العالمي.
وتشير الإحصاءات إلى أن الرحلات البحرية من هذا النوع تسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي، حيث يقضي الركاب عادة يومًا أو يومين في المدينة قبل استكمال رحلتهم، مما يؤدي إلى زيادة الإنفاق السياحي، ويعزز من الترويج الدولي لمصر ضمن مسارات الرحلات في البحر المتوسط.
كما أن استقبال مثل هذه السفن يسلط الضوء على جاهزية البنية التحتية المصرية من موانئ ومرافق خدمية، ويؤكد نجاح الجهود الحكومية في تطوير ميناء الإسكندرية وتحديث خدماته اللوجستية لاستيعاب أعداد كبيرة من السائحين في وقت قياسي، مع توفير كل عناصر الأمان والراحة.
الإسكندرية… بوابة مصر البحرية الجديدة
من جهة أخرى، ركّز الخبر على أن مدينة الإسكندرية أصبحت اليوم بوابة بحرية متكاملة للسياحة الدولية، تمتلك المقومات التاريخية والثقافية والبحرية التي تجعلها محطة أساسية في جدول الرحلات السياحية حول العالم.
وأشار التقرير إلى أن نجاح استقبال السفينة “Norwegian Viva” من شأنه أن يشجع شركات السياحة البحرية العالمية على إدراج الموانئ المصرية ضمن مساراتها المنتظمة، مما يُضاعف من عدد الرحلات القادمة إلى مصر خلال السنوات المقبلة.
فرص وتحديات
في المقابل، يرى الخبراء أن هذا التطور يضع أمام مصر تحديات تنظيمية وتشغيلية جديدة، أبرزها ضمان استمرار تطوير الموانئ، وتحسين تجربة الزوار في المواقع الأثرية، والتنسيق مع شركات السياحة العالمية لتقديم برامج متكاملة للرحلات القصيرة.
كما شدد التقرير على أهمية الاستثمار المستمر في البنية التحتية السياحية، وتدريب الكوادر المحلية على التعامل مع السياح الدوليين وفق أعلى معايير الجودة والخدمة.
رسالة إلى المسافرين والمستثمرين
بالنسبة للمسافرين، يُشير هذا الحدث إلى أن مصر تفتح أبوابها أمام نمط جديد من السياحة، يمنح الزوار فرصة استكشاف المدن الساحلية مثل الإسكندرية والساحل الشمالي دون الحاجة إلى الإقامة الطويلة.
أما للمستثمرين في القطاع، فهي فرصة ذهبية لدخول سوق واعد يتنامى بسرعة، خاصة في مجالات النقل البحري، والخدمات السياحية، وتنظيم الرحلات القصيرة.